أقوام من بعدها شقوا ثيابهم ولطموا وجهوهم وجعلوها مسبة بينهم وسارعوا إلى تحميل التطبيقات لمراقبتها بشغف، ماذا تلبس وكيف تنام ومن تساكن وهل زج بها على أرصفة الغربة وأصبحت Homeless أم أنها Jobless تتسول من المارة من شدة حاجتها لتشفى صدورهم من الحقد و الغل، يبدو أن قومي يحبون أكل اللحوم النيئة.
لن أتحدث هنا بلسان الدين أو السياسة كعادتي فمن يقرأ مقالاتي سيلاحظ هذا، إني أخاطب كل العقول بما تحمله من أديان ومذاهب ومعتقدات دون تحيز أو تطرف أو توجه سياسي وفكري، فالتحيز لفئة أو مجموعة يشعرني بالدوار وبضيق في التنفس.
كما أني لن أخوض في مسألة العقوق وترك الأهل خلفهن يندبون الحظ لأنه موضوع آخر شغل الإعلام كثيرآ والنتيجة صفر كما أنها أمور شخصية ولا يحق لي البت فيها
فكل شيء يحدث داخل أسوار العوائل يبقى داخل الأسوار راضية كانت تلك الأسر أم أنها دنست بالخزي والعار فلا شأن لي.
ولكني سأتحدث هنا في عجالة لعل كلماتي تعلق في أذهان البعض من الناس فيكفوا ألسنتهم عن لعق أثر كل سيدة رفضت ثقافة مجتمعها وفكره وانتقلت للإقامة خارج وطنها مهاجرة كانت أم هاربة فالأسباب متعددة والغربة واحدة،لقد غادرت بجسدها الذي عليه ثيابها و في يدها حقيبتها الخاصة، لم تأخذ أولادكم ولا بطاقاتكم الإئتمانية، إذآ فمال أنوفكم ومالها فقد غادرت وحدها ، ولم تقتلع معها عيونكم.
أنتم من تتبعها بنهم وجوع لعلها تقع أو تفشل لتعود مكسورة العين مطأطأة الرأس خالية اليدين ممتلئة البطن بالأجنة تجر الندم والخيبة خلفها، تلك هي أمانيكم وما يحاك في أنفسكم وما ترجوه أن يتحقق، قضيتم جل أوقاتكم في مراقبة المهاجرات فأصبحتم تعرفون أدق تفاصيل حياتهن لتبدأوا بدوركم بمضغهن كالعلكة اليابسة في المجالس بالإستنكار والشتم والتهكم وكأنكم ملائكة بأجنحة من نور، فالشاة أيضآ لا ترى قرنيها.
إنها حرية شخصية فردية لكل شخص مالم يخل بالنظام أو بالأداب العامة سواء في وطنه أو خارجة فلكل دولة قوانينها
وتلك الحرية جعلت للتمتع والذهاب والإياب والعيش بخصوصية فردية بلا تقييد أو إهدار للكرامة
فإن هاجرن ثم كشفن عن سيقانهن فهي تبقى سيقانهن
وما عليكم فعله هو فقط أن تزيلوا حساباتهن من أجهزتكم المحشورة بالتطبيقات في حال كان مرض الغيبة متفشي في خلاياكم
وابدأوا في التطوير من أنفسكم كتعلم لغة مثلآ أو ممارسة هواية تعود على أجسادكم بالصحة وبالشكل الجميل
وتأملوا جمال الكون حين تحبون بعظكم وتحترموا فكرهم وتتقبلوهم
وأعلموا أنكم حين تغضوا إبصاركم سيغض عنكم فنظام الكارما لن يستثني أحدآ من نظامه مهما كان .