صدر بيان رسمي عن المملكة العربية السعودية (رداً على تصريحات للرئيس الامريكي تتعلق بمقتل مواطن سعودي) يرفض رفضا تاماً أي تهديدات أو محاولات للنيل منها بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام ضغوط سياسية أو ترديد اتهامات زائفة ، وانها سترد على اي اجراء ضدها باجراء اكبر .
صوت السيادة يتردد في انحاء العالم ليُسمع من بأذانه صمم .
(سيادة ٌ تُنتزع ولا تُمنح)
ولا تُستمد من وجود قواعد عسكرية لدولٍ اخرى على الارض أو بالانضمام الى حلف ٍ ما .
سيادة دولة عريقة ذات منهاج قويم يُستمد من كتاب الله وسنة نبيه منذ تأسيسها قبل اكثر من ثلاثمائة عام تحت ظل قيادة رشيدة . تسير بخطى ثابتة لتحقيق (رؤية٢٠٣٠) التي بدأ العمل بها منذ أول يوم اعلن عنها سمو ولي العهد ، نحو بلد معتدل ومتزن يرفض التطرف اياً كان شكله ، ويسعى للتطور في شتى النواحي اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً .
الإدارة الأمريكية الحالية اهملت جميع الملفات السيادية ذات الأهمية العالمية والتي قد يؤثر أي قرار خاطئ يتم اتخاذه حيالها بمكانة أمريكا عالميا .
ليفتتح الرئيس الحالي خطابه الأول الذي يوجهُ عادة ً إلى المواطنين الأمريكيين قبل غيرهم بالأعلان عن اطلاق سراح مواطنة سعودية محكوم عليها بقضايا فتنة وتأليب المجتمع . متغافلاً ملف ايران النووي واجرام وميليشياتها ، والانتهاكات الاسرائيلية ضد شعب اعزل، وعربدة أردوغان في سوريا والعراق وليبيا ، وبشار الأسد ، وحزب الله والحوثي.
وغيرها من الملفات الاساسية .
الديموقراطية الامريكية تستأنف ما بدأه أوباما أثناء فترة رئاسته من نشر الفوضى ودعم الثورات والاحزاب الخبيثة ، ولكن بوجود بلد قوي كالسعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لايمكنهم مواصلة عبثهم لتحقيق غاياتهم .الأمر الذي أخل بموازين الأولويات لدى الادارة الامريكية فقدمت قضية ذات شأن داخلي كمقتل (مواطن سعودي) على ماعداها من القضايا الأهم للضغط على الحكومة السعودية وابتزازها سياسياً .
بايدن أو ادارته او من يملي عليه أساء التقدير في تعامله مع المملكة مثلما أساء التقدير بالوثائق التي يرى انها تدين
مسؤولين سعوديين حسب اعتقاده .
(تقديم تقرير استخباراتي فارغ من المضمون مبني على التخمين ) يُسيئ لأمريكا ولأجهزتها الامنية ولبايدن شخصيا ويكشف مستوى ادارته .
وقد اصاب المستبشرين به قبل صدوره ، بخيبة أمل وإحباط لم يكونوا يتصورونها.
الحكومة السعودية كانت واضحة منذ البداية و اعلنت عن جميع ما يتعلق بقضية مقتل المواطن في حينه وجرى تقديم المدانين للمحاكمة وفق النظام القضائي السعودي النزيه وصدر بحقهم أحكام قضائية عادلة ، وأبدى اولياء الدم قناعتهم بهذه الاحكام ورضاهم بها .
ماحصل هو منعطف خطير في العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين السعودية وامريكا ومغامرة غير محسوبة العواقب
يتضح من خلالها سوء النية وسوء الادارة واختلال لميزان الأولويات لدى الادارة الامريكية ، الأمر الذي لا يؤدي الى فقدان حليف استراتيجي في المنطقة كالسعودية فقط ، بل انه يعرض مكانة أمريكا كدولة عظمى إلى هزة عنيفة لن تعود بعدها كما كانت عليه في عالم ٍ ينتظر صعود عدد من الدول العظمى .
شخصيا متخوف من دولة بحجم أمريكا تُدار بعقلية من لا يفرق بين الظن والجزم .
على كل حال المملكة اتضحت امامها الرؤية والفرصة مواتية لإثبات نفسها كدولة ذات ثقل عالمي ، تؤثر ولا تتأثر ولا خوف من فرض عقوبات أو ممارسة ضغوط سياسية فأمريكا التي تُدار بالظنون لم تعد كما كانت .
كتبه:
سلطان بن عمّاش المطرفي
إعلامي و كاتب @5M5SS