تجمع بين دول الخليج العربية خصوصيات مشتركة كثيرة ، كما أن شعوب تلك الدول متجانسة دون بقية دول الجزيرة العربية ، كالعراق والشام او حتى اليمن.
انشاء مجلس التعاون الخليجي في الثمانيات كان رد فعل تجاه الأزمة العراقية الإيرانية، لم يكن اكثر من خوف دول الخليج من حرب إيرانية عليها وتحديدا السعودية كونها الأكبر مساحة وسكانا وقدرات ، ولم يكن تجربة وحدة، نحتاج في هذا الوقت اكثر من فكرة مجلس تعاون نحتاج اتحاد خليجي حقيقي بين هذه الدول الست مجتمعة.
اعتقد ان الأمم تفتخر بقادتها والمؤسسين الأوائل ورواد التاريخ ، وفي منطقتنا هذه وحتى العراق وبلاد الشام ، لم تقم وحدة أراض عربية على شكل نظام سياسي مستقر وقوي كالسعودية ، وحيث يعتبر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الفارس العربي الوحيد الذي استطاع توحيد اجزاء كبيرة من ارض الجزيرة العربية في مملكة عربية عبر تاريخ من النضال والثورة والصبر والجهاد الوحدودي العربي، اعنقد ان دول وشعوب المنطقة الخليجية لا مشكلة لديها في ان يمثلها هذ الرمز (ابن سعود) وان يكون الرمز الخليجي للعوائل الحاكمة كون الأنظمة السياسية الخليجية متشابهة قبل ان تتطور إمارات ومشيخات النفط لتتحول الى دول مستقلة عن النفوذ البريطاني في السبيعنيات الميلادية.
انضمام الامارات الخليجية كعُمان والبحرين وقطر والكويت والإمارات المتحدة في نظام كونفدرالي اتحادي بديلا عن مجلس التعاون كون دول الخليج العربية بحاجة لذلك للدفاع عن شعوبها والذين يجمعهم المصير المشترك ولايمكن الا ان تكون الرؤية السياسية متفقة ومتوافقة في الخط السياسي والعسكري كما في (التحالف العربي )والتحالف الاسلامي لمحاربة الاٍرهاب والذين تقودهما السعودية وها نحن نرى من خلال الأزمة القطرية مع دول الخليج الأثر المهم للخلاف على الشعب القطري الذي يتم منعه من قبل نظام الحمدين حتى من ممارسة الشعائر الدينية كالحج او العمرة وذلك لحرص حكومة قطر على تدويل وتسييس ملف الحج دعما للهدف الإيراني وهو تدويل السلطة على الحرمين الشريفين في تمهيد للسيطرة الفارسية على عواصم عربية جديدة.
أعتقد ان كيان سياسي خليجي متحد بمسمى(المملكة العربية السعودية وملحقاتها )واندماج تلك الدول في دولة واحدة وجيش وطني واحد وعملة نقدية واحدة يتم التوافق عليها مع الإبقاء على العملات الورقية لكل بلد نافذة الاستخدام في دولة الاتحاد. يمكن ان يتفاهم الساسة والعسكريون في دول الخليج الى انه من الضروري ان يكون هناك اتحاد خليجي لمواجهة رياح الفوضى القادمة بشدة والتي كانت اولى عواصفها( ثورات الربيع العربي).
الموقف السياسي في القضايا الخارجية ينبغي ان يكون موحدا وكذلك الموقف العسكري لهذا اعتقد انه من الضرورة أن تكون وزارة الخارجية والدفاع في الدولة الوليدة تتبع للحكومة المركزية في الرياض. ايضا دعم الاقتصاديات الضعيفة في تلك المنظومة الخليجية مثل البحرين والسلطنة وذلك بتمويل من صندوق النقد الخليجي الموحد ضمن الدولة (المملكة العربية السعودية وملحقاتها )هذا الاتحاد الخليجي السياسي ينبغي ان يكون لديه ايضا ضوابط تحدد المصلحة العامة لدول تلك المملكة العربية السعودية وملحقاتها ومن أهمها ان يكون القرار داخلي تجاه قضية (تغيير الأنظمة) في دول المملكة التي تظهر تعاملا مع العدو الفارسي يختلف عن سياسات الدولة المركزية في الرياض كالنظام القطري ليتم تغييره برضى جميع الأطراف وبعمل عسكري مشترك يمثل جيش تلك الدول مجتمعة، (السعودية وملحقاتها).
الحرب السعودية الفارسية لايمكن الوقوف معها بموقف الحياد من قبل بقية دول المملكة فضلا عن التآمر والتعاون مع العدو الايراني كما يفعل(النظام القطري)علنا ويفعل بعض دول الأنظمة الخليجية الاخرى في الخفاء أحايين كثيرة بل ان بعض قيادات او رأس الهرم في احد دول الخليج بمثابة رجل فارس الاول بالمنطقة بل ان دولة خليجية اخرى غير قطر تدعم مباشرة حزب الله اللباني وتنسق مع ايران ضد السعودية في مواقف كثيرة رغم مواقف السعودية المشرفة تجاه دول الخليج.
الجزر الإمارتية المحتلة ينبغي ان يتم تحريرها بالخيار العسكري لأن الخيار الدبلوماسي تم تجربته سنين طوال ولم يجدي نفعا لذلك ينبغي ان يفهم قادة الخليج ان طهران لن تعيد الاراضي العربية ابوموسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى الا ب(خشم البندق) وكل حل عدا ذلك هو اضاعة للوقت ومجرد مسافات جديدة في الاتجاه الخاطيء. ملالي طهران يريدون السيطرة على الحرمين الشريفين وبالتالي العمل على إسقاط النظام السياسي السعودي ومحاولة خلخلة المشهد السياسي اعتقاد منهم ان ذلك مشروع من الممكن ان ينجح بدء بتصدير الثورة.
العقلاء يقرأون المشهد هكذا اما الحمقى فيعتقدون ان يكون هناك سلام حقيقي مع نظام ولاية الفقيه والذي يقوم على عنصرية دينية وطائفية . اعتقد ان الامارات ينبغي ان تكون جاهزة لتلك المواجهة العسكرية مع طهران واعتقد ان الرياض ينبغي عليها دعم ابوظبي بكل أشكال الدعم والتنسيق العسكري خاصة وان السعودية ستكون عمقا استراتيجيا لابوظبي .
تحرير الجزر العربية المحتلة من العدو الفارسي ينبغي برأيي ككاتب رأي ان تكون المهمة الأولى لتلك الدولة الخليجية الجديدة المقترحة(المملكة العربية السعودية وملحقاتها) هكذا كان التاريخ الذي بناه مؤسس الجزيرة العربية وموحدها الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن ال سعود وريث الدولة السعودية التي كانت تمتد حدودها من الحديدة في اليمن وحتى كربلاء في العراق واجزاء من بلاد الشام. الاتفاقيات الثنائية بين دول مجلس التعاون الخليجي كما حدث مؤخرا بين السعودية والإمارات من جهة وبين السعودية والكويت من جهة اخرى يعتبر بمثابة خطوات مهمة تجاه التنسيق بين تلك الحكومات في دول الخليج في ظل تغريد بعض دولها خارج السرب مثل قطر والكويت.
نحن شعب يبلغ تعداد عشرين مليون سعودي نعيش حالة حرب مع مشروع العدو الفارسي الطامع بالسيطرة على المنطقة عبر عملاءه واحلام العصملي بإعادة استعمار الاراضي العربية عبر مسمى ( الخرافة الاسلامية) والتي يرفع شعارها العثماني الجديد ضمن فريق (العثمانيين الجدد) طيب رجب اردوغان. الرئيس التركي استطاع ان يستخدم حزب الاخوان المسلمين في العمل على تفتيت فكرة الدولة ( القُطرية)في دول الخليج العربية.
كلنا ثقة في قادة دول الخليج ان يعملوا على الاتحاد في كيان سياسي يعتمد الوحدة الاقتصادية النقدية والموقف السياسي والعسكري الواحد. الموقف من ايران ينبغي ان يكون موحدا لاستقرار المنطقة فالمواجهة السعودية الإيرانية العسكرية والمباشرة ينبغي ان تكون ضمن سيناريو المنطقة مالم تستطيع اميركا تجنيب المنطقة تلك الحرب المدمرة بين البلدين وذلك بتحييد خطر السلاح النووي الايراني والقدرة الصاروخية لأن السعودية بإعتقادي لن تسمح بامتلاك طهران لقنبلة نووية.
دول الخليج الست ينبغي ان تعمل على إيجاد نموذج للإتحاد في مابينها وان تضغط السعودية كونها الأكبر حجما وقوة وتعداد سكاني من اجل العمل على تفعيل هذه الوحدة الخليجية.
العمل على تغيير النظام القطري الحالي ينبغي ان يكون احد المهمات الرئيسة للوحدة الخليجية واختيار شخصية اخرى من آل ثاني الحاكمة في قطرواعتقد ان هذا الحل سيرضي الرياض والتي لن ترضى (حسب اعتقادي ورأيي) بأقل من تغيير نظام الحمدين كون هذا اصبح مطلبا شعبياً قطرياً ينبغي على حكومات دول الخليج دعمه.
الرياض عماد البيت الخليجي ولن تكون اي دولة خليجية بمأمن من العواصف القادمة مالم تكن منسجمة مع توجهات الرياض والتي تسعى الى الوحدةوالتحالفات.
إمكانيات وقدرات محمد بن سلمان كافية لتقود هذه المملكة وملحقاتها الى النصر في المعركة الفارسية العربية التي تدور رحاها مرة في صنعاء واُخرى في سوريا وثالثة في بغداد .
- المقال المنشور لا يُعبر عن رأي الصحيفة ، وإنما يُعبر عن رأي كاتبه .