من سنن الله الكونية أنه خلق الزوجين الذكر والأنثى لعمارة الحياة ، وليعيش الطرفان جنبا إلى جنب لتستقيم الحياة ، فكل منهما مكمل للآخر.
ونحن إيماننا بالله يجعلنا نعتقد بالزوجين في جميع الكائنات ، ومن الكائنات الإنسان ، خلق الله أباالبشر آدم عليه السلام من تراب ،فكان كما أراد ، ثم اشتق منه أمنا حواء ليستأنس منها وليتم التناسل بينهما لتكثر الذرية.
المرأة هي شقيقة الرجل وسنده، وقد أعطاها الإسلام الكثير من الحقوق وكرمها واعتبرها كالرجل في إنسانيته وساواها به في التكليف والحساب .
والله عزوجل في القرآن يجمع بين الرجل والمرأة في العمل الصالح ومايترتب عليه من الثواب العظيم.
فإذاكان الأمر كذلك في مفهوم ديننا الحنيف حول تكريم المرأة وعدم إهانتها، فلماذا نجد أن البعض يريدون إقصاءها وتهميشها ودفنها حيا كأنها ليست مخلوقة لها عقلها ولها الإرادة الكاملة في مواكبة شؤون الحياة ؟
إن ذلك ظلم وعدوان ، وتجاوز للحدود التي فرضتها الحياة الإنسانية .
وعندما نتحدث عن المجتمعات في الإهتمام بشأن المرأة ودورها في الحياة نجد أن المجتمع السعودي ليس بعيدا عن ذلك منذ أن أسس الملك عبد العزيز - رحمه الله- مملكة العدل والمساواة تحت راية منهج الكتاب والسنة.
فمن الناحية الوزارية في المملكة كانت هناك وزارة التربية والتعليم السعودية ، وهي الوزارة المسؤولة عن التعليم العام في المملكة العربية السعودية منذ نشأتها، وفي عهد الملك سعود - رحمه الله - حملت إسم وزارة المعارف ، إلى أن جاء الملك فيصل - رحمه الله - فقام بإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات ، ولتكون هي الجهة المسؤله عما يتعلق بتعليم البنات ، نظرا لإعددهن أعدادا كاملا للمشاركة في جميع المجالات الثقافية والإجتماعية وغيرذلك.
وفي هذا العهد الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان تشهد الملكة العربية السعودية نهضة تنموية تضع الآمال إلى تحقيق المزيد وفق رؤية ٣٠ لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان .
وبعد ماشاركت المرأة السعودية في الشورى ، وشاركت في التمثيل الدبلوماسي إضافة إلى قيادة السيارات يؤكد لنا ذلك قدراتها على تقديم الخدمة لمجتمعها الذي يعتبرها ركنا أساسيافيه.
ومن هنا نجد من يجمع ببن الأصالة والمعاصرة ، ويتميز بالرواية والدراية ، ويسعى لتحقيق الأمل المنشود في خدمة مجتمعنا الإسلامي الباحث المحقق ذوالنظرة الثاقبة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ - حفظه الله- يتخذ موقفا إيجابيا في الشؤون الإسلامية بإشراك المرأة السعودية فيها ودمجها في العمل الإداري والرقابي والدعوي .
إنه الشعور بمنهج الوسطية والإعتدال في الدين ومحاربة التطرف والإرهاب هوالداعي إلى هذا العمل الذي هو الأول فيمن تصدر لهذا الأمر العظيم .
فبهذه الخطوة الإيحابية إستطاع معاليه أن يلجم أفواه المتشددين في ديننا ، والذين يريدون دفن المرأة حيا بعد مامنحها الله الإرادة الكاملة ، والعقل المستنير .
فرؤية٣٠ ليست حلما وإنما أمر حقيقي بدأت توتي أكلها لذا التقى معاليه في مكتبه بالوزارة بمعالي نائبة وزير العمل والشؤون الإجتماعيةالدكنورة / تماضر الرماح لبحث أوجه التعاون في توظيف المرأة السعودية في الشؤون الإسلامية تلبية لرغبة القيادة الحكيمة التي ترعى الصنفين .
وفي الختام أسأل الله أن يحفظ بلاد الحرمين بقيادتها الرشيدة ، وأن يبارك لمعالي الوزير على جهوده المستمرة في تنشيط الوزارة .
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا